تعتبر مدينة عفرين من أغنى المناطق الزراعية في سوريا, والتي تمتاز بالتربة الخصبة والمناخ المعتدل, ناهيك عن أهمية المنطقة استراتيجياً مما جعلها محط أنظار الدول الطامعة.
وشنت الدولة التركية في 18 يناير 2018 هجمات وحشية على مدينة عفرين السورية بضوء أخضر من روسيا من خلال قصف المدينة الآهلة بالسكان بقذائف الهاون والصواريخ والطائرات الحربية, وسط صمت دولي واضح.
حيث هُجر قسراً على اثرها ألاف العوائل من المدينة تاركين وراهم قراهم وأراضيهم التي زرعوها بتعب جبينهم، صوب مناطق الإدارة الذاتية, ومنهم من نزح إلى مناطق الشهباء ومناطق شمال وشرق وسوريا, ومنهم إلى خارج الحدود السورية.
وخلال جولة في اسواق مدينة الرقة التقت وكالة فرات للأنباء ANF, ببائع الزيتون خالد محمد علو وهومن أهالي قرى عفرين التابعة لناحية راجو, والذي قال لوكالتنا: "عندما اتذكر مدينتي وارضي ينتابني شعور بالغصة والقهر", وأضاف "كنا أصحاب أراضي واليوم انتهى بنا المطاف على عربة ذات عجلتين في اسواق مدينة الرقة ".
وأشار "قبل الهجوم التركي على مناطقنا, كنا نعيش بسلام وأمن في قرانا, وكنت امتلك 300 شجرة زيتون, وكان بيتي قريباً من أرضي, ورثت الارض عن إبائي واجدادي, وكنت اعمل بها على مدار العام وأجني منها قوت عائلتي في كل عام".
وأضاف العلو "أثناء الهجوم التركي البربري انهالت علينا قذائف الهاون من كل مكان مستهدفة البشر والحجر وكل من يقف في طريقها, لنشد الرحال ونتجه صوب مناطق شمال وشرق وسوريا بحثاً عن مكان يقينا من الموت".
وأكمل خالد علو "وفور وصولنا إلى مدينة الرقة, عملت بمصلحتي المتوارثة ببيع الزيتون, حيث استرد الزيتون من مدينة عفرين وابيعها على عربة بعجلتين في أسواق مدينة الرقة لأكسب قوت عائلتي اليومي".
واختتم خالد علو حديثه بعينين دامعتين قائلاً "تبقى أهم أمنياتي هي العودة إلى مدينتي وقريتي وأرضي عفرين المحتلة من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها".